أكبر كتاب في العالم
الإماراتخاص ليبا بيدياشخصيات اغترابية

ألراحل “البير متى” سفير النوايا الحسنة من قبل الأمم المتحدة وعميد الجالية اللبنانية في الامارات

الراحل ألبير متى، سفير النوايا الحسنة من قبل الأمم المتحدة وعميد الجالية اللبنانية في الإمارات العربية المتحدة، ومؤسس مجلس العمل اللبناني في أبو ظبي ورئيسه الأول، قضى سنوات في إعطاء أحلى صورة عن المهاجر اللبناني الجدي الفعّال المقدام والأمين.
كان الفقيد قامة لبنانية كبيرة وعلمًا من أعلام الاغتراب اللبناني ليس في الإمارات وحسب بل في العالم ، وشكّل بحضوره رمزًا وطنيًا أصيلًا.
فكان القُطبُ الاغترابي الكبير، المَليء بالثقافة والمعرفةً وأصَالةَ الإنتماء وصلابةَ المواقف.
ألبير متى، كان المـثالَ الكبير بأخلاقه وصداقاته وإنجازاته، عرف كيف يكون بحقٍ سفيرًا مزدوج المهمة بين وطنه الاول لبنان ووطنه الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك خلال رئاسته للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، رفع اسم لبنان عاليًا وحمل قضاياه وشؤونه وشجونه.
مع رحيل المهندس ألبير متى ، تطوي حقبة ذهبية من صفحات الإغتراب التي كان دائما يتوجّها بحضوره الراقي والأنيق وبعطائه اللامحدود وحبه للخير ولأبناء وطنه.

في العام 2015 عيّن المهندس البير متى من قبل الأمم المتحدة سفيراً للنوايا الحسنة.تقديراً لجهوده وعطاءآته على كافة الصعد، فهو عراب العلاقات اللبنانية الاماراتية من خلال مواقفه المشرفة من موقعه كرجل اعمال ومن موقعه رئيسا سابقا للجامعة الثقافية اللبنانية في العالم او رئيسا سابقا لمجلس العمل اللبناني في ابو ظبي، شخصيته فذة وصلبةو، يتمتع بدماثة اخلاق وطموح لا حدود له، مما جعله بجدارة عراب اللبنانيين في الاغتراب لا سيما في أبوظبي، فهو بمثابة الاب الروحي والمرشد والمصلح لجميع اللبنانيين، ابوابه مفتوحة دائما للجميع دون استثناء، فلا يختلف اثنان على وصفه برجل الخير.
وقد ألقى السفير / المهندس ألبير متى كلمة في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي نظمته وزارة الخارجية والمغتربين في فندق الحبتور كلمة تحت عنوان أنا وأبوظبي حكاية محبة ووفاء قال فيها:
أود أن أقول من لبنان وطننا الأول والدائم كلمة وفاء، وأبوح.. عما يختلج صدري من شعور نحو بلدي الثاني، ابوظبي ودولة الإمارات.
حكايتي مع ابوظبي، ودولة الامارات العربية المتحدة، هي حكاية حب ومغامرة مع الحياة، تعود الى نحو نصف قرن، في اواخر القرن الماضي، اي قبل اعلان الاتحاد سنة 1971يومها كانت ابوظبي في منطلق مسيرتها الانمائية والعمرانية، وكنا نحن اللبنانيين نندفع بكل ايمان وقوة للنهوض بهذا البلد، وكأنه بلدنا وأكثر… إنه سحر ابوظبي، والامارات ومحبة أهلها، وأصالة حكامها، التي جعلتنا نعتبر أنفسنا معنيين بكرامة البلد، وملتزمين بقضاياه، ومدافعين عنه برموش عيوننا، لأنه، بحق، أرض بركة وايمان وسلام!..
فالجالية اللبنانية، في دولة الإمارات عامة، وأبوظبي تخصيصاً، أصبحت من نسيج المجتمع والمدافعة عن مصالحه، والمبشرة بقيمه، الانسانية القائمة على مبادئ: الانفتاح، والتسامح، والخير، ونشر ثقافة المحبة… وهي الأسس الخلقية التي بنى عليها زايد الخير، الشيخ المؤسس، صرحاً انسانياً وايمانياً، يقوم على اعتبار عطايا الله، هي هبة لكل خلقه، وهو القائل، رداً على من قال له إن 85 % من شعب الدولة هم من الوافدين.
– إن الرزق هو رزق الله – والمال هو مال الله – والفضل هو فضل الله – والخلق هو خلق الله – والأرض هي ارض الله – واللي يجينا حياه الله!..
وهل أجمل من هذا الكلام العاطر، الذي يظهر بوضوح نقاوة هذا الفكر الايماني، ونظرته الحضارية، وعمله في سبيل الانسانية والخير العام!؟..
ويدفعني حب الامارات، والغيرة على هذه القامة الاستثنائية، الزاخرة بالقيم، أن أقترح باسمنا جميعاً، ترشيح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حضنه الله، لنيل جائزة نوبل للاعمال الانسانية، لأنه مستحق كل الوفاء والتقدير!..
وإن ننسى لا ننسى، ما قدمته دولة الإمارات للبنان، في زمن الحروب والأحداث التي عصفت بلبنان، حيث فتحت ابوظبي قلبها وأبوابها، وعطاءاتها لكل اللبنانيين، واستقبلتهم من دون تمييز، وبلا تأشيرات دخول، ووفرت لهم أفضل الظروف، ليشعروا أنهم بين أهلهم وداخل وطنهم!..
نعم لن ينسى لبنان، عطاءات الخير، والمساعدات الوفيرة وتضحيات الامارات في سبيل انقاذ لبنان من كبوته الامنية، وازماته السياسية، والمصاعب الاجتماعية التي مر فيها، بفعل الحروب والخلافات السياسية التي تعاظمت واستفحلت، حتى تمكنت من مفاصلنا وكادت ان تشل قوانا وتهدد وحدتنا، لولا اندفاعة دولة الامارات شعباً وحكاماً ومؤسسات، لحماية لبنان ومساعدته لتجاوز المحن التي تكثفت عليه… نعم، نحن لا ننسى إسهام الامارات في المساعدة على ازالة آثار الحرب، واعمار المناطق اللبنانية من دون تمييز… لا ننسى انها قدمت مساعدات عينية كبيرة للجيش والقوى الامنية.. لا ننسى اسهاماتها الواسعة في ازالة حقول الالغام التي كانت تهدد حياة اللبنانين، في الجنوب والبقاع وغير منطقة… ولن ننسى دورها بتأسيس المستشفيات… والمستوصفات الميدانية، التي انقذت حياة آلاف اخوتنا،
أبنائنا.. ولن ننسى دورها في المحافل الدولية، للدفاع عن قضايا لبنان وحقه بالحياة… ولا في دعم الاقتصاد وتشجيع الاستثمارات اللبنانية في الخليج ولا ننسى ابدا، كيف كانت الامارات ولا تزال، ترفع صوتها للانتصار لحق لبنان!.. واتخاذ المبادرات الطيبة من اجل صالحه العام.
وكلما ذكرنا لبنان بالخير، ذكرنا الخليج وأهل الخليج بالخير والمحبة، لأنهم عنوان اقتصادنا السياحي، والعنصر الرئيسي في استعادة وهج السياحة وزخمها. ومن هذا المؤتمر نطلق دعوة لاخوتنا الخليجيين للعودة الى ربوع لبنان وقضاء الصيف فيه، لأننا نشعر بالفعل، أن لا صيف من دون مصطافي الخليج، ولا نكهة للصيف من دونهم… والمطلوب من دولتنا اللبنانية، أن تستعد لاستعادة اهل الخليج وتهيئة افضل الظروف لاستقبالهم وتوفير كل الامن والطمأنينة لهم!..
ولأننا ابناء مصير واحد، نأمل من كل المسؤولين اللبنانيين، أن يحكّموا عقولهم، ويحصّنوا موقع بلدنا، من خلال صياغة خطاب سياسي ووطني وقومي، يضع مصالح لبنان وعلاقته مع اشقائه العرب، فوق اي اعتبار، وان تعرف بعض الاحزاب والقوى، ان الخطاب المتشنج، والمواقف الحادة، التي تطلقها ضد بعض دول الخليج، تنعكس على مصالح اللبنانيين، وتهدد وجودهم فيها، وهذا أمر مرفوض منا جميعاً، ونطالب بتصحيح تلك المواقف واعادة البوصلة الى مسارها الصحيح لأن دقة المرحلة وحراجة الموقف اليوم، تستدعيان:
– تصويب العلاقة مع الدول الشقيقة.
– حماية الاغتراب، من خلال بناء علاقات ثقة مع الدول المضيفة.
– اعادة انتاج خطاب لبناني وعربي، يراعي الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة، ويؤسس لعلاقات اخوية أكثر تماسكاً وتضامناً والتزاماً بقضايانا المصيرية الواحدة!..
وقد ساهم السفير / المهندس البير متى في تمويل بناء كاتدرائية مار الياس في منطقة المصفح_امارة أبو ظبي، وبعد ان وضع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر حجر الأساس لبناء الكاتدرائية، بدأت اعمال البناء وبالتالي ستشكل كاتدرائية النبي الياس للروم الارثوذكس في منطقة المصفح_امارة أبو ظبي لؤلؤة نورانية تعد الأكبر في الشرق الأوسط بعد ان تستكمل أعمال بنائها”.
وعن العلاقات اللبنانية الخليجية التاريخية المشتركة ، يقول:
إنطلاقاً من خبرتي الخاصة، وحضوري القديم في دولة الإمارات، وأبو ظبي تحديدا ، اعتبر أن مابين لبنان ودوّل الخليج من علاقات طَيِّبَة ومميّزة ، هو أكبر من أن يَمَسُّه أيُّ سؤ أو شائبة. فلبنان، بشعبه و حكوماته المتعاقبة ، كان وسيبقى صديق دولة الإمارات وشعبها،
والحريص الدائم على كرامة اهل الخليج ومصالحهم، لأن التقارب بين الشعبين، اللبناني والإماراتي، هو تكاملٌ صحيحٌ ، ومبنيٌ على تفاهماتٍ وثِقَةٍ واضِحَة، لا يُمْكِنُ أن تُعَكّرها بعضُ الظروف العابرة والتصريحات، التي سيتِمُّ تجاوزُها، من دون أنْ يتركَ ذَلِكَ أيُّ أثارٍ على صفاء العلاقات، التي لا يُعَكِّرُ صفاءها كلامٌ من هنا ، وموقفٌ من هناك. نعم هذه هي دولةُ الإمارات، وهكذا تصرّفتْ نَحْوَ لبنانَ بِمَحبّةٍ وغِيرةٍ كبيرة على مصالح لبنان في المحافل الدوليّةِ الكُبرى. فالمصالح بيننا مشتركة وواضحة وراسخة .ودولة الإمارات كانت وستبقى الداعمة الأولى للبنان ، منذُ عشرات السنوات، وهي لم تتوانَ يوماً عن مساعدة الحكومة والمؤسسات والشعب ، ومدِّهم بالمساعدات السخية، في مجالات الإنماء والإزدهار ودعم الجيش والقوى الأمنية، في مسيرتهم ضدَّ الإرهاب ونشر الأمن وتحقيق السلام، وبناء ثقة الناس بدولتهم، التي تهالكت قُدُراتها بسبب الأحداث والحروب والنزاعات المستدامة، التي أفْقَدَتْ لبنان دوره الطليعيّ، وموقعه الريادي بين دول المنطقة . وإنَّ مراجعةً بسيطة لتاريخ العلاقات بين البلدين، تؤكّدُ ان الحقيقة الناصعة، لا يُمْكِنُ أنْ تُشَوِّهها مواقفُ ظرفيِّة ، كما لا يُمْكِنُ لتلك المواقف والتصريحات أنْ تجعلَ الأبيض أسودَ.
والخليجيّون الذين يحتضِنونَ اللبنانيين ويساندونهم في كل قضاياهم، هُمُ أصدقاؤنا وأهلنا، وتربطنا بهم، وِحْدَةُ المصير وواجبُ التضامنِ تجاهَ التحدياتِ الكُبْرى والقضايا العربية الواحدة.

الجدير بالذكر أن المهندس ألبير متى لعب دوراً بارز ورئيسي في ترويج السياحة في الشارقة خلال فترة بداية السبعينات من خلال مؤسساته السياحية، إضافة إلى مشاركته ومساهمته الفعّالة في بناء مبنى السفارة اللبنانية في أبو ظبي وتنفيذ مشروع دوار لبنان. وهو حائز على عدة أوسمة منها :
– وسام الأرز اللبناني برتبة فارس منحه إياه الرئيس الياس الهراوي عام 1998.
– وسام ذو السعف الفضي اللبناني منحه إياه الرئيس إميل لحود عام 2003.
– وسام الإستحقاق الوطني الفرنسي برتبة فارس، من الرئيس جاك شيراك.

 

تصفح كتاب “اللبانيون في الخليج” – 2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »