أكبر كتاب في العالم
أخبار لبنانسياسةكتاب وآراء

كمال ذبيان: “اشتباك بعثي داخلي على المقعد الشيعي السادس في بعلبك ـ الهرمل ترشيح اللواء السيد يرسم صورة لمن سيكون والقرار للاسد”.

المقعد الشيعي السادس في دائرة بعلبك ـ الهرمل (البقاع الثالثة)، والذي تُرك شاغراً على لائحة تحالف حركة “امل” و “حزب الله”، شكّل مادة للتداول الاعلامي، والتحليلات السياسية، والاجتهادات الشخصية، وترك تساؤلات لمن سيؤول، والذي يشغله حالياً النائب جميل السيد الذي يلوذ بالصمت ولم يعلن ترشيحه او عزوفه بعد، والمتوقع قبل نهايد اقفال باب الترشيح في 15 آذار الحالي.

ولماذا يأخذ هذا المقعد بين كل المقاعد في الدائرة هذا الاهتمام؟

لان حزب البعث العربي الاشتراكي قرر استعادته، وترشح عنه امينه القطري الجديد علي حجازي، الذي تم تعيينه في هذا المنصب، بقرار من القيادة المركزية لحزب البعث في سوريا، في مؤتمر عقد في دمشق قبل اشهر، وشارك فيه الامين العام المساعد هلال هلال، وحضر من لبنان الامين القطري لحزب البعث عاصم قانصوه، مع قيادته، وغاب عنه الامين القطري السابق نعمان شلق مع اعضاء من قيادته، لان المؤتمر موجّه من السفير السوري علي عبد الكريم علي، بان يحصل تغيير في القيادة البعثية في لبنان، ويخرج منها قانصوه وشلق، ليحل مكانهما حجازي الذي كان مفاجأة للحضور، عندما اعلن هلال الذي ترأس المؤتمر، بدلاً من قانصوه الذي التقاه الرئيس السوري بشار الاسد، واثنى على نضاله، فاعتبر قانصوه، ان هذا الاستقبال والحفاوة والاشادة به، من قبل الرئيس السوري، هي بطاقة مرور له، ليكون على رأس حزب البعث، وفق مصادر قيادية في الحزب، التي اشارت الى ان هلال وبعد ان سمى اعضاء اللجنة المركزية للحزب برئاسة قانصوه، وهي من 51 عضواً، اعلن عن تعيين حجازي مع 11 عضواً من اللجنة، مما لاقى امتعاضاً من قانصوه، الذي انسحب من المؤتمر، معلنا اختتامه، كرئيس له، لان ما حصل لم يكن بالتفاهم والتوافق او الانتخاب.

هذا الخروج من المؤتمر لقانصوه، ترك شكوكاً حول امكان استعادة حزب البعث لوحدته، وقد جرت مساع من مسؤولين فيه لترميم ما حصل في دمشق، وان تجري عملية تفعيل اللجنة المركزية، برئاسة قانصوه، وهي اعلى سلطة في الحزب، الذي يخوض تجربة اولى معها، لكن القيادة القطرية لم تفسح لها المجال، تقول المصادر، وقد تحولت الى مؤسسة شكلية دون فعالية، والتي يقع عليها دراسة ملف الترشيحات للانتخابات النيابية، التي تمت من خارجها كما يقول احد اعضائها الذي اشار الى ان ترشيح قانصوه عن احد المقاعد الشيعية في بعلبك ـ الهرمل، والتي ترشح عنها حجازي ايضاً، اثارت بلبلة داخلية وانقسامات في الرأي، ولا سيما ان ترشيح قانصوه حصل باسم اللجنة المركزية لحزب البعث، فتم حشر حجازي، ومعه السفير السوري، الذي لم يكن يتوقع ان تأتي الضربة من داخل الحزب، ومن قانصوه، الذي لم يكن موافقاً على ما تم طبخه في مؤتمر دمشق، وهو لبى مع القيادة القطرية طلب الرئيس الاسد للقاء معه، واعادة الوحدة للحزب، دون ان يعلم، بهذه الطبخة التي لم يتذوقها، واعتبرها لم تنضج، وهذا ما يعبّر عنه في مجالسه، عن “فخ نُصب له ولقيادته”، ووافق على ما جرى على مضض، ليعطي فرصة للم شمل الحزب، بناء لرغبة الرئيس لااسد، التي تجاوب معها قانصوه، وقرر ان يعمل في الحزب كرئيس للجنة المركزية، لكنه لم يُسمح له من قبل القيادة الجديدة، التي سعى امينها القطري حجازي، ان يضم الجميع، وبدأ بتحرك على الارض، ويعمل على تفعيل الفروع، وضخ دم جديد، كما تقول مصادر في قيادته، التي تشير الى ان ترشيح قانصوه شكل انتكاسة داخلية، وضعضع الحزب، بان يترشح بعثيان في القيادة، على مقعد واحد، اي قانصوه وحجازي، واعاد الصراع الى الحزب من جديد، والخلاف الى نقطة الصفر.

ad
وربط قانصوه استمرار ترشيحه بقرار من الرئيس بشار الاسد، وهو مقعد لحزب البعث، وقد سماه له، الرئيس الراحل حافظ الاسد في العامين 1996 و 2000، وان عودته الى الحزب ضرورية، وهذا الامر يعود الى الرئيس السوري، الذي تمنى في الدورة السابقة، ان يكون للنائب جميل السيد، الذي يُعتبر من حلفاء سوريا، ومن مؤيدي المقاومة، وهو دفع ثمناً غاليا، مع ثلاثة ضباط زملاء له، كانوا في مرحلة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، من ضمن النظام الامني اللبناني ـ السوري المشترك، حيث وقع الظلم عليهم، وتمت تبرئتهم من الجريمة، التي ادخلها اهل الشهيد الحريري في “بازارات” تركيب شهود الزور، كما يقول اللواء السيد الذي حمل هذه القضية وما زال الى المحكمة الدولية التي تنظر بالاغتيال.

ومع حسم السيد قراره بالترشيح او عدمه، قد يعيد رسم صورة المقعد السادس الشيعي على لائحة تحالف الثنائي، وقد يفك الاشتباك البعثي الداخلي، الذي لا يحل الا بقرار من سوريا، وتحديداً الرئيس الاسد، الذي توجه اليه قانصوه، ليقول كلمته، لا ان يتركها للسفير السوري، الذي يتدخل في شؤون الحزب، يقول قانصوه.

وتتردد معلومات عن ان مصير هذا المقعد قد يتقرر في الاسبوع المقبل، وفق الترشيحات، وهو ما ترك “حزب الله” يصدر بياناً لافتاً، حول مقعد اللواء السيد، الذي هو صاحب القرار، وفيه اشارة، الى ان الحزب خارج التحليلات.

المصدر: “الديار – كمال ذبيان”

 

 

إن كافة المقالات الواردة ضمن موقعنا (ليبابيديا نيوز Lebapedia News) تعبّر عن وجهة نظر وآراء كتابها ومصادرها، وموقعنا غير مسؤول عن النص ومضامينه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »