
الإصلاح وحاجات المواطنين الضروريّة تتراجع في الانتخابات النيابيّة حزب الله يخوضها مع حلفائه لحماية المقاومة وخصومه لنزع سلاحها
المصدر: “جريدة الديار – كمال ذبيان”
لم يعد خافياً، ان الانتخابات النيابية، تخاض على من يحصل على اكثرية المقاعد فيها، ويتصدر هذاا لاستحقاق من جهة تحالف حزب الله و»حركة امل» و»التيار الوطني الحر» بشكل اساسي، مع حلفاء لهم في دوائر عديدة، ومن جهة ثانية تحالف الحزب «التقدمي الاشتراكي» و»القوات اللبنانية»، وقد اصابهما خروج «تيار المستقبل» من الترشح لهذه الدورة، بارباك كبير، واختل التوازن الانتخابي، حيث سيستفيد حزب الله وحلفاؤه، من هذا الانكفاء في الساحة السنية، لمصلحة حلفاء له، مما يزيد من عدد مقاعده، وفق ما يؤكد الرئيس فؤاد السنيورة، بانه سيدخل على الطائفة السنية طارئون، يمثلونها في مجلس النواب، وهو دعا الى المشاركة في الانتخابات ترشيحا واقتراعاً، لكنه جوبه بممانعة من الرئيس سعد الحريري، الذي حاصره بعدم ترشح غالبية من نواب «كتلة المستقبل»، والقاء الحرم السياسي والشعبي، على كل من يتجاوب مع دعوة السنيورة التي اقنع بها الرئيس نجيب ميقاتي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، برفض المقاطعة السنية للانتخابات، لكن محاولة السنيورة لم تنجح وباءت بالفشل، بعدما تبلغ بان انسحاب الحريري من الانتخابات وتعليق العمل السياسي لتياره، ليس قراراً شخصياً، بل سعودي، مما اضطره الى العزوف عن الترشح، وسبقه قبل يوم ميقاتي، وامتنعت دار الفتوى عن استقبال مرشحين، او تكون منصة لهم.
فعزوف الاعضاء الاربعة لـ « نادي رؤساء الحكومات» عن الترشح، اخلى الساحة لمن وصفهم السنيورة بالطارئين، بالرغم من محاولاته لتشكيل لوائح تلقى دعمه وميقاتي، لا سيما في بيروت وطرابلس والضنية ـ المنية عكار وصيدا، بعيدا عن التحالف مع «القوات اللبنانية»، والتفاهم مع الحزب «التقدمي الاشتراكي»، لا سيما في الدائرة الثانية في بيروت والبقاع الغربي ـ راشيا، وفق ما تكشف مصادر سياسية مطلعة على ملف الانتخابات.
لذلك، فان تحالف «الاشتراكي» ـ «القوات»، يؤمن فوزاً لمرشحيهما في دائرتي جبل لبنان الثالثة والرابعة، دون تغيير في المشهد السابق، حيث يسعى كل من الحزبين الى تعويض خسارة مقاعد لهما، من خلال تلك التي تخلى عنها «المستقبل»، وفق ما تقول المصادر، ليس في هاتين الدائرتين، بل ربما في دوائر اخرى، الا ان ثمة صعوبات تواجههما، وتحديداً القوات التي لم يتقدم اي مرشح سني للتحالف معها، سوى ما تردد عن ان اللواء اشرف ريفي، سيكون حليفاً لها في طرابلس.
من هنا، فان فريق 14 آذار السابق، او ما يسمي نفسه «السيادي» يخوض الانتخابات في مواجهة حزب الله كذراع عسكرية وسياسية لايران التي تخوض ايضاً اطراف عديدة سواء من الاحزاب التقليدية، او تلك التي تعلن انها من «الثورة»، معركتها الانتخابية، لانهاء «الاحتلال الايراني» للبنان، وتطبيق القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، وهي كلها تدعو لنزع سلاح حزب الله، الذي اعلن ان الانتخابات يخوضها اعداؤه في الخارج من اميركا الى اسرائيل وحلفاء لهم في بعض الدول العربية، كما في لبنان على وجود المقاومة.
وعلى هذا العنوان تجري الانتخابات، من هم مع المقاومة او ضدها، وقد ابلغ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مسؤولي الحزب، بان المعركة الانتخابية وجودية ولا يمكن الاستهتار بها، او تلكؤ اي شخص عن المشاركة فيها، لانها تحمل عنوانا واحداً، وهو حماية المقاومة التي من خلالها نبني، وفق تأكيد السيد نصرالله الذي اكد ان وجود الحزب في مؤسسات الدولة هو لحماية المقاومة، التي تتم «شيطنتها»، ومحاولة تحميلها مسؤولية الانهيار في لبنان، وافتعال ازمات مالية واقتصادية واجتماعية، وربطها بوجود سلاح المقاومة، الذي برأي نصرالله، ليس من السهل على الآخرين نزعه، لأنه بات له حاضنة شعبية لبنانية، وبيئة شيعية تسيجه.
ومع تقدم شعار الدفاع عن المقاومة الذي رفعه حزب الله بعنوان «نحمي ونبني»، يواجهه خطاب من خصومه بنزع السلاح الذي لا يحمله الا الجيش، واسقاط ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»، فان القضايا الاصلاحية تتأخر بالرغم من ورودها في برامج مرشحين أو ائتلاف مرشحين واحزاب، حيث تراجعت قضايا المواطنين المعيشية والحياتية واستعادة القدرة الشرائية، وتأمين الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والنقل والطبابة، والتعليم، الخ…
ويؤكد حزب الله ان هذه الانتخابات سيفوز بها مع «حركة أمل» بكل المقاعد الشيعية الـ 27، وتتركز معركته على تأمين فوز حلفائه، لأنه بهم يؤمن الاكثرية، وهذا ما يبدو صعباً عن الاطراف المناوئة.