
القنصل طوني شاغوري: “الإغـتـراب ركـيـزة لـبـنـان الإقـتـصـاديـة”
القنصل طوني شاغوري احد أصحاب ومؤسسي شركة La Roche، فهو وجه إغترابي مميّز في بنين، وافريقيا، إستطاع أن يكسب حبّ وإحترام الجميع لأنّ الصدق والثقة عنوانا مسيرته الطويلة .ومنذ العام 1976 وإسم “عائلة شاغوري” يسطع في عالم الإغتراب خصوصاً في كوتونو.
وأوّل من جاء للعمل في كوتونو في العام 1967 كان شقيقه القنصل الراحل أسعد شاغوري،وسكن عند أقارب له وبدأ العمل عندهم كموظف، ثمّ تبعه في العام 1970 شقيقه الثاني فإستقل الأخوان وإفتتحا محلاً لبيع الأقمشة، وفي بداية الحرب اللبنانية في العام 1976 وصل القنصل طوني شاغوري إلى كوتونو، ولحق به شقيقه بعد أربع سنوات.
أمّا بداية التأسيس فكانت في العام 1979 وتمحور حول تأمين مواد البناء وبناء المشاريع السكنية. وعملوا بمهنية عالية وحب واخلاص مما عزز ثقة
في العام 1998 بدأ شاغوري العمل في صناعة البلاستيك. وفي العام 2000 دخل إلى سوق الهاتف النقّال في بنين ، حتى أصبحت شركته من أولى الشركات الموزعة لهاتف GSM والبطاقات المدفوعة مسبقاً. في العام 2004 دخل مجال توزيع المشروبات الكحولية وغير الكحولية، وتملّك بفترة زمنية قصيرة محلاً لتوزيع المشروبات في كوتونو.
في العام 2007 باشر آل الشاغوري العمل في قطاع المنازل الجاهزة للبيع، وما شجّعهم هو إصرار الدولة في بنين على تسليمهم هذا المشروع بسبب مصداقيتهم المهنية، كما أصرّ رئيس الدولة على أن يحمل هذا المشروع إسم La Roche من أجل إضفاء ديناميكية عليه. وبدأ العمل من خلال بناء وحدات سكنية وفللاً فخمة، وينتهي بناء هذه الفلل خلال سنتين، على أن يستمر المشروع لفترة عشر سنوات من أجل بناء مئة مسكن.
وهنا تجدر الاشارة الى أن شركة Laroche تعمل في مجال مواد البناء فقط وتمثل وكالات لعدة ماركات عالمية، وهي الشركة الوحيدة التي تقدم للمستهلك الذي يريد أن يبني منزلاً له كل مستلزمات البناء من الألف إلى الياء، وقد اعتمدت شعاراً لها(Ici on Commece,et Ici onTermine) ، وبما أن الأجنبي في بنين لا يخضع لأي شروط مسبقة إذا أراد تأسيس أي عمل يختاره. فقد فسح المجال للشركة باستيراد موادها وأدوات البناء من أسيا، أوروبا، أفريقيا، الشرق الأوسط، الصين، الهند، البرازيل وكينيا.
وبعد وفاة القنصل الراحل أسعد شاغوري بتاريخ 30 تموز 2014 وهو في طريقه من كوتونو الى منزله الكائن في توغو حيث كان من المقرر أن يفتتح مشروعه التجاري الجديد “لا روش” لأدوات البناء والتعهدات. أصدرت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم فرع بنين، ممثلة بـ رئيس فرع بنين / رئيس المجلس الوطني نمر ثلج، بياناً توجهت فيه الى أبناء الجالية اللبنانية في بنين أعلنت فيه تكليف السيد طوني حنا الشاغوري (شقيق القنصل الراحل أسعد حنا الشاغوري) القيام بأعمال القنصلية اللبنانية الفخرية في بنين وذلك بناء على كتاب وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية رقم 1687/13 بتاريخ 3/1/ 2014 وكتاب قنصلية لبنان العامة في لاغوس رقم 133/2014 بتاريخ 06/11/2014، وللمناسبة هنأ ثلج القنصل الجديد الذي وصفه بالاخ العزيز واعداً اياه ان يبقى دائماً الى جانبه لتكملة المسيرة التي بدأها القنصل المرحوم اسعد شاغوري.
ويلفت السيد شاغوري إلى مدى إحترام شعب بنين للقوانين، وتقديرهم بالتالي للبنانيين الذين يلتزمون بهذه القوانين . أمّا على الصعيد المهني فيشير إلى أنه لا بد من صعوبات يواجهها المرء في البداية، وعن ذلك يعطي مثالاً فيقول:
سواء كنت رجل أعمال أو صناعياً أو تاجراً، لا يمكنك أن تنجح في عملك إذا لم تحظ بثقة الناس من حولك.
عندما بدأنا العمل كان النظام في كوتونو شيوعياً فلم يكن هنالك تحرير للتجارة التي كانت تفرض عليها قيوداً، وإستمر هذا الوضع حتى العام 1990 عندما إنتقلت كوتونو من سياسة الحزب الواحد إلى الديموقراطية، والإنفتاح، وبدأت المساعدات تأتي مما أعطى إندفاعاً كبيراً للبلد وإنعكس ذلك بطريقة إيجابية على الوضع الإقتصادي والتجاري.
وبدأت الماكينة الإقتصادية بالعمل خصوصاً مع المساعدات الخارجية التي أعطت دفعاً جديداً للقطاع الخاص. وأدى الإستقرار السياسي إلى إستقرار إقتصادي. ولكن بقيت المضاربات والوكالة الحصرية سيدة الموقف.
ونعمل اليوم في مجال مواد البناء فقط ونمثل وكالات لعدة ماركات أجنبية، وشركتنا هي الشركة الوحيدة التي تقدم للمستهلك الذي يريد أن يبني منزلاً له كل مستلزمات البناء من الألف إلى الياء، كما يوجد أمر آخر أنّ الأجنبي في بنين لا يخضع لأي شروط مسبقة إذا أراد تأسيس أي عمل يختاره. و تستورد الشركة أدوات البناء من أسيا، أوروبا، أفريقيا، الشرق الأوسط، الصين، الهند، البرازيل وكينيا.
ورغم الأوضاع الغير مستقرة في لبنان إلا إنني أزور لبنان بطريقة دورية خصوصاً أنّ عائلتي موجودة في لبنان، وإحدى بناتي لديها إهتمام صحافي وهي بعد الإنتهاء من دراستها للأدب الفرنسي ستدخل المجال الإعلامي. فنحن لم نترك لبنان أبداً. عائلتي ومنزلي في لبنان. واللبناني الذي يؤسّس في الخارج لن يفكر في يوم من الأيام بترك مؤسسته ليعود إلى الوطن لأنّ هذه المؤسسة هي له ولأولاده من بعده.
والأكيد انني عندما أتقاعد سأعود إلى الوطن. ولكن هذا ليس معناه أنّ العمل في بلاد الإغتراب يجعل الشخص غير معني ببلده. فالإغتراب أعطى لبنان وإقتصاده دعماً هائلاً وجعل هذا البلد الصغير يقف على رجليه، فهو ركيزة لبنان الإقتصادية بإمتياز. وأنا بصراحة أشجع على الإغتراب ولاسيما الإغتراب الإفريقي.