أكبر كتاب في العالم
المقالة الأسبوعيةخاص ليبا بيديافادي رياض سعد

تحديات الحياة: “كثيرة ومتعددة الأوجه”… لكنها “أقدارنا” علينا التعامل معها ومواجهتها.

تتعدد أوجه التحديات في حياتنا... لا سيما في بلد يعاني ما يعانيه من أزمات وتوترات وسجالات، منها ما هو طبيعي ومتوقع، ومنها ما هو مجهول تفاجئنا به الأقدار من حين الى أخر، فالتحديات الطبيعية المتوقعة هي التي نواجهها في سبيل تحقيق طموحاتنا وإثبات وجودنا والتطور في حياتنا لبلوغ الهدف.. أما التحديات المجهولة هي تلك التي تفاجئنا بها الأقدار.. وأحيانا يكون بعضها قاسٍ وغاية في الصعوبة والعسر..

لكنها “أقدارنا وتحدياتنا” يتحتّم علينا التعامل معها ومواجهتها بما يحقق لنا الحد الأدنى من الاستقرار والتوازن. وفي لبنان تتجاوز التحديات كل المألوف، أوصلتنا إلى حالة من الإحباط واليأس تصعب معها المواجهة، لكنها ليست مستحيلة.

والتحدي الأكبر الذي نواجهه في حياتنا “هو الذات”، وما نحتاجه للنجاح والراحة والاطمئنان هو أن نتصالح مع “ذواتنا” ونتفاهم معها. وتحديد خياراتنا واهدافنا في هذه الحياة… فإنّ أكثر ما يُعطي الإنسان قيمة لحياته ووجوده هو أن يمتلك “هدفاً” فيهما، وأن يبحث لحياته و وجوده عن معنى تتحوّل معه المعاناة “قهر” إلى محطّات ايجابية  يعبر من خلالها إلى عمق الإنسانية.

إن امتلاك الهدف والعمل على بلوغه وتحقيق الطموح، هو سبيل الانسان ليكتشف ذاته ومكنوناته وقدراته. وقد يُبحِر أكثر في الاكتشاف حين يكون أمام صعوبات وأزمات كبيرة تحتاج إلى جهد أكبر لتحقيق هذا الهدف. لكن سَعيه للهدف بلا قضية إنسانية فهو “سَعي مادّي” دنيوي آني لا يُشكّل  الحالة “الوجدانية – الوجودية” التي تقوم على أساسها روح الإنسان.

فإذا كان الإنسان ” صاحب قضية وهدف ومعرفة ” يستطيع أن يُحوّلَ السلبيات التي تحيط به،  من “ظروف أو أشخاص” إلى إيجابيات يبني على أساسها قراراتٍ تؤهّله للقفز فوق الأحداث والأشخاص في سبيل تحقيق النجاح.

والتحدي عامل مشترك بين الجميع، من القاعدة الى رأس الهرم.. وغالبا ما تكون تحديات من هم في مواقع القيادة أصعب وأقسى، ولكن القائد الناجح هو من يمتلك القدرة ويمسك زمام الأمور ويجيد التعامل مع تحدياته.

وهناك من الناس من تصنعهم التحديات، ويجيدون التعامل معها، فتجدهم يمتلكون قدرات فائقة ورائعة في التعامل مع التحديات باختلاف أشكالها وألوانها.. ويمتلكون الأدوات والقدرات والوسائل التي تؤهلهم لذلك. وهناك من يتعثرون مع أول تحدٍ يفقدهم بوصلة التركيز.. ونجدهم يتخبطون في تصرفاتهم وحركاتهم وقراراتهم.. فيسقطون عند أول اختبار.

والتحديات التي تواجه الإنسان لا تقف عند حد معين أو كمّ معين.. فعليه أن يتوقع في كل يوم جديد “تحدٍّ جديد”.. وأن يهيئ نفسه لتلك المواجهات التي لا تنتهي.. ويجب أن لا يضعف أمامها أو يستسلم لها.. إنها الحياة!!! لا يمكن أن نعاندها او نتحداها.. بل علينا  تحدّي اليأس الذي بداخلنا والقضاء  عليه والتخلص منه.

ففي الأزمات تكبر التحديات وتتجلى القدرات.. ومن رحمها يولد الإبداع والمبدعين، ويبرز المميزين والقادرين ممن يجيدون التعامل مع الأزمات..  ويتبيّن الحكماء من المتهورين في مثل تلك التحديات….منا من يسقط في اختباراتها ومنا من يخرج منها أكثر قوة وصلابة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »