أكبر كتاب في العالم
كتاب وآراءمقالات

خلود الوتار: “تركيبتنا العضوية عائق أمام مستقبلنا”

المشكلة العضوية في تركيبتنا أننا لا ننظر أبعد من أنفنا ولا نعرف كيف نخطط للمستقبل وليس لدينا القدرة على استباق الأمور وكما لا نعرف كيف نحلل العواقب لأعمالنا الفاسدة والاستهتار بأمورنا وعدم تحملنا للمسؤولية الشخصية والمجتمعية والأهم من هذا كله أن كلّ فرد فينا يعتبر نفسه يحب لبنان ويدافع عن مصالحه ومن ثم نجده في خندق دولة أو دول خارج حدود هذا الوطن الصغير بمساحته والكبير جدا بساحات الصراع على أرضه…
كلّ ملفّات وجودنا ساهمت بإخضاع الوطن لتجاذبات محلية وإقليمية والتي تُستغل عالمياً… نحن موقِع مفتوح لكلِّ من أراد أن يتحكّم بالمنطقة لذا من المستحيل في الوقت الحالي ان نكون دولة القانون ذلك لأننا لا نملك مقوّمات القوة والتي عادة تُستمَد من اقتصاد قوي. لذا باستطاعة أية دولة القريبة منها والبعيدة أن تتحكم بمصيرنا فإذا مثلا لم نمتثل لإملاءاتها ولم نأتي على مزاجها الإخضاعي، تُقفل علينا أنبوب الأوكسجين السياحي الذي يتنفّس البلد من خلاله وتفتح أبواب الإرهاب عبر أدواتها الداخلية كما وباستطاعتها ان تحاصرنا في أمنِنا الغذائي والمالي والاقتصادي والسياسي والبيئي والصحّي والاجتماعي والدولي أيضاً. وهنا أعني كل دولة شرقية كانت او غربية لديها مصلحة توسّعية واستعمارية في المنطقة..” كتير هيّن ومناسب اللعب من عندنا”
بالإضافة للملفّات الشائكة من الصراع على بلوكّات النفط والغاز ويللي كل يوم بيطلعولنا بسيناريوهات “ساعة أكبر بئر غاز ٤ وساعة طلع فاضي” ونحنا شو بيعرفنا لا عندنا مراكز أبحاث ولا من يحزنون. ومياهنا المسروقة والمهدورة وترسيم الحدود لكي لا يتعدى علينا أحدهم وفساد المؤسسات إلخ إلخ… كلّه حدّث ولا حرج… ولكن الملف الخطير والخطير جدا هو ملف النازحين السوريين والذين من المستحيل ان نعرف عددهم الدقيق ولكن من المُأكّد أنهم اكثر من مليون….
بعيدا عن الكلام العنصري والحديث المؤذي… كل دولة عليها ان تضع مصلحتها ومصلحة شعبها العليا في المقدمة ومن ثم تتعاطى مع الآخرين بإنسانية… “هكذا تتعامل معنا كل الدول ونضيف بأنها قد لا تتعامل معنا نحن خصوصا اللبنانيين بكل إنسانية…”
ازمة النازحين ودخولهم الغير شرعي الى البلاد وثقل ضريبة هذا الوجود قد ضاعف من نسبة العجز الذي أرهق كاهل هذا الوطن… هل نعلم بأن من اصل مجمل العائلات الموجودة هناك عدد كبير لا يستهان به من الأولاد الذين ولدوا في لبنان ولم يُسجّلوا! ماذا سيحصل لهم؟ لن تستعيدهم سوريا وهذا حقّها ولن يتركوهم أهلهم ويعودوا إلى سوريا مما يعني “هيدول باقيين باقيين”
في حدا بشي وزارة مهجّرين استرعى انتباهه هذا الجانب الخطير من هذه المسألة؟ مما يعني إنه هيدول اولاد غير مسجّلين او غير موجودين لذا المافيات ممكن تستعملهم لأي غرض أو تجارة أو أذى زائد للبلد!
بما أن هناك معظم المناطق اصبحت آمنة في سوريا ونحن لسنا بدولةٍ قادرة على القيام بالواجب تجاه انفسنا وشعبنا ولم نعد نقوى على احتضان شعوب أُخرى، لا أفهم السبب من استمرار وجودهم وهم يتعرّضون للذل والمهانة والتجارة من قِبل المنظمات الدولية والتي تستعملهم لتتاجر بقضيتهم….
يا الله!!!! اكتفينا واستوينا!!! كفانا تفكك وتشرذم… لن يستقيم حالنا حتى نتكاتف ونتعاضد كشعب واحد… وهو الحل الوحيد والأخير لوجودنا ولبقاءنا على هذه الأرض الطيبة… وكل إنسان فينا مسؤول!!!
خلود الوتار قاسم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »