أكبر كتاب في العالم
كتاب وآراءمقالات

خلود الوتار: “في ذكرى 4 آب الأليمة” لغاية اليوم مازال صوت تفجير المرفأ في ٤ آب ٢٠٢٠ يدوي في أذني..

لغاية اليوم مازال صوت تفجير المرفأ في ٤ آب ٢٠٢٠ يدوي في أذني.. وأنا التي كنت أقطن في منطقة فردان أي في بعد حوالي أكثر من ثلاثة كيلومترات دائرية عن مركز التفجير… ما بالكم بمن كان يبعد بضعة أمتار ومازال على قيد الحياة!! كيف هي حياته/ها اليوم؟؟ والله يومها شعرتُ، من هول الصوت، وكأنه زلزال جبّار سيبلع الأرض بمن فيها! فما بالكم بمن كان على أرض هذا التفجير!!! كنت جالسة مع زوجي على الكنبة وإذ طلع التفجير الأول ركضت وفتحت باب المنزل وصرخت لإيميلي التي غابت عن الوعي من هول الصوت، جررتها إلى خارج المنزل وبعد ثوان قليلة طلع التفجير الثاني وإذ بضغط رهيب شعرت وكأن صدري قد أطبق وسُحب الأوكسجين منه كالفاكيوم وهذا ما حصل بالظبط لبيتي، فتناثر الزجاج وتخلّعت أبواب الألمنيوم وصرخت لزوجي … يالطيييف!!!! شو هيدا؟؟؟ يوم القيامة؟؟؟ ياربي !!! من يومها لم تفارق هذه المشهدية مخيلتي!!!
شو شعور الأولاد يللي شافوا أمهم مذبوحة حدهم وهن كمان مجروحين؟؟ كيف أحوالهم اليوم؟؟؟
شو شعور الأهل يللي شافوا أولادهم انقتلوا بين ايديهم؟؟؟ كيف حياتهم اليوم؟؟؟
كيف عم تحس الناس يللي عايشت هيدي المرحلة وكانت في قلب الحدث، epicenter, التفجير؟؟ يا هل ترى بعدها قادرة تتصرف كإنسان طبيعي؟؟
ولك منيح يللي بعدهم هل اللبنانية بيرسموا ضحكة على وجوههم..
ولك منيح يللي بعدهم بيتأمّلوا ببكرة وكل مرة تُحبط آمالهم!!!
شو هو هل لبنان؟؟؟ من شو معمول؟؟ شو هيِّ هل الأرض ومن شو مجبولة؟؟؟ لحتى مابقي شي ما تجرَّب فيها !!! وكأننا فئران مختبرات تخضع لتجارب طبية، عسكرية، أمنية وحتى اجتماعية ونفسية على أرض تُصنّف محورية في منطقة جاذبيتها قوية لكل مستعمر يطمح في أذرع تعزز قوته الدولية…
طيب وبعدين؟؟؟ إلى متى؟؟؟ بس تفجير اللحظة أدى إلى ضحايا بالآلاف من أموات وجرحى وتهجير بالإضافة إلى خسارة المليارات من الشركات التي أغلقت أبوابها إلى غير رجعة!!! وماحدا مسترجي يوجه الاتهام لجهة معينة أكيدة!!!
لربما أصابع الاتهام قد تتجه إلى طرف معين ولكن باعتقادي بأن الكل مشارك بهذه الجريمة البشعة والغير مسبوقة على مستوى الوطن وذلك من تعنت البعض وغطرسة البعض الآخر والتعامل بالكيدية والحقد للبعض واقتناص البعض الآخر الفرص لاستغلال الوضع لمصلحته… قد يكون الخارج يطبخ لمصلحته ولكن نحن من ندّمر ونذبح الوطن وأهله بأيدينا!!
ودائما أكرر مقولة نزار قباني بأن العدو لم يدخل من حدودنا إنما تسلل كالنمل من عيوبنا!
إذا كان هول تفجير ٤ آب ٢٠٢٠ لم يعلمنا أي شيء إنما زاد من حقدنا وغطرستنا إذن فإن أبواب الوطن كلّها مشرّعة لكل من يطمح بالقضاء علينا لمصلحته!! كلنا مسؤولون سلطة وشعب!!!
يارب الرحمة😔
خلود ٤ آب ٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »