
في ظل الانهيار وانشغال الناس بمطاردة ربطة الخبز وازمات الكهرباء والدواء والبنزين تطل علينا الفنانة الشابة تاتيانا البنا ابنة بلدة شارون قضاء عاليه بابداع ريشتها التي تحاول من خلالها الانقلاب على حجم المعاناة التي نعيشها.
فبين أزقة شارون القديمة، صبية لبنانية عشرينية، حنطاوية اللون، في ملامحها هياكل بعلبك القديمة، إن شاهدت يداها ستجد بقية الألوان التي تجسد صورة لبنان بأنهاره وجباله ووديانه ومعالمه القديمة والاثرية. تحمل ريشتها وألوانها الزاهية وترسم لوحات فنية رائعة عن عادات وتقاليد أبناء وطنها فتثير المهتمين و المارين من أمامها، وتفرض عليهم حضورها الفني.
اكتشفت تاتيانا البنا موهبتها عن طريق المدرسة، بحيث كانت مميزة في حصة الرسم، ودائما الفائزة مدرسيا، وفي مسابقات المواهب. و لم تتخيل أن تصل موهبتها الى ما هي عليه اليوم..
وخلال هذه الفترة كانت ترسم في المنزل، وهذا الشيء طوَّر موهبتها، إلى أن التحقت بدراستها الجامعية في اختصاص الهندسة المعمارية في الجامعة الاميركية اللبنانية في بيروت.
وعن مسيرتها فقد شاركت الفنانة الشابة، في 7 معارض لبنانية، تتمحور بمعظمها حول مناسبات لبنانية كـ” يوم الأرض” أو قضايا إنسانية بشكل عام مثل المساواة “عيد الأم”. ومن بين الرسومات التي اشتهرت بها و التي بلغت عشرات اللوحات والرسومات فندق صوفر الكبير الذي يربط اسمه بمخيلة السائح العربي والشاهد على ولادة لبنان والذي يعود تاريخ بنائه إلى العام 1892 قبل ان تدمره الحرب عام 1975. في العام 2018 قام السيد رودريك سرسق كوشراني باعادة فتح هذا الفندق كصالة للفن وهو ما دفع بالفنانة تاتيانا لتجسيد هذا الصرح الثقافي والتاريخي في لوحة تحاكي الزمن الغابر بألوان الفرح والمستقبل.
لقد تحولت هذه الموهبة الشابة الى عمل، لأن تاتيانا كانت من الصغر تحب الاعتماد على نفسها، لكنها اليوم بحاجة الى مصاريف المواصلات للذهاب الى المعارض وبحاجة لأدوات الرسم وللكثير من الأشياء، اضافة الى مصاريف الدورات التدربيبة التي تشارك فيها وهي لا تتلقى اليوم اي دعم الا من والدها وسام الذي يقوم بتغطية ما امكن من مصاريف لمساعدة ابنته في مشوارها الطويل.
هدف الفنانة تاتيانا واضحاُ وهي أن تحارب من أجل القضايا الانسانية وابراز صورة جميلة عن وطنها الذي يسري حبه في عروقها، وهي تحاول اينما ذهبت رفع اسم بلادها عالياً، ويكفيها فخراً أن تقول الناس عند رؤيتها، انها الفنانة اللبنانية تاتيانا البنا.