أكبر كتاب في العالم
أخبار الإغترابشخصيات اغترابيةمبدعون

في سلطنة عمان.. نحات لبناني يُنطق الحجر فنا

 النحات المبدع اللبناني بسام مشنتف يحوّل بإزميله الصخور والحجارة الصماء إلى أعمال فنية تنطق جمالا، لكل منها قصة وفكرة، ويتألق خارج حدود الوطن.

بسام مشنتف مبدع لبناني من بلدة عبرا (قضاء صيدا). عاش وتربى في لبنان وتلقى علومه حتى البكالوريا، ثم ذهب إلى إيطاليا أثناء الحرب لإكمال تعليمه قبل أن ينتقل ليستقر في سلطنة عمان حيث كان والده يدير معمل رخام.

بحوّل مشنتف الصخور والحجارة الصماء إلى منحوتات فنية رائعة لا ينقصها أن تتكلم، فلكل منها حكاية ولكل شكل منها عبرة. ويتحدث بامتنان عن بلدته “عبرا” التي أشادت عبر صفحتها على الفايسبوك مؤخراً بأعماله، ونشرت صوراً لتماثيله، ووصفته باعتزاز بأنه أحد المبدعين من أبناء البلدة الذين هجّرتهم الحرب أو هاجروا بسببها. ولكنه من جهة أخرى عاتب على لبنان الرسمي “لأنه لا ينظر إلى الفنانين ولا يُظهر المواهب اللبنانية ولا يدعمها”.

قصته مع النحت بدأت منذ الصغر حيث كان والده يعمل في مجال الرخام في لبنان ثم أصبح مدير معمل للرخام في عُمان. فتقرّب بسام الشاب أكثر فأكثر من الحجارة وبدأ يحولها إلى منحوتات رائعة وأشكال فريدة تختلف عن النحت التقليدي.

تعرف لبنان على بسام مشنتف من خلال مقال ومقابلة معه في “جبلنا ماغازين”وأخذ أصداء واسعة حينها. إلا أن ذلك المقال سُرق من الموقع وتناقلته كافة وسائل الإعلام اللبنانية والعربية دون ذكر مصدره بالخالص، فكان أن حُرم مشنتف من معرفة الصحافيين المحترفين لطريقة التواصل معه، رغم أن بعض كبريات الصحف ووسائل الإعلام المرئية نَشرت مقاطع من المقال وصوراً لأعماله.

هذا الأمر أحزن الفنان مشنتف، فكان أن بحث عن طريقة يكرّم فيها الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي عملت بجدّ للفت أنظار العالم إلى عمله؛ فكانت هذه التحفة (في الصورة) والتي وجدت طريقها من مسقط إلى بنسلفانيا في الولايات المتحدة حيث إدارة موقع “جبلنا ماغازين” على مراحل، بسبب ثقل وزنها وصعوبة نقلها.

في خلال السنوات الخمس السابقة، طوّر بسام مشنتف طرقَ عمله وأدخل عليها الكثير من التحديث. ففي العام 2017 صنع منحوتة تمثل غرق سفينة “التايتانيك” وقدمها لمعرض الهجرة اللبنانية في جامعة اللويزة.

ومؤخراً ابتكر مشنتف فناً جديداً أطلق عليه اسم scratching art وهو الرسم بالحفر على الرخام. وهذه بعض أعماله الجديدة:

كتبت عنه صحف إيطالية وتواصلت معه وسائل إعلام بحرينية وعربية، إلا أن لبنان يبقى هو الهدف، ويقول:

“جميل أن يرى العالم أعمالي. ولكن الأجمل أن يقدّرها أهلي وبلدي”. ويضيف: “أدمعت عيناي عندما كرمتني مدرستي (صيدون الوطنية) العام الماضي وتدمع عيناي كلما سمعت إشادة بتحفة أنجزتها، فكلٌّ منها يتطلب الكثير من العمل والدقة والسهر”.

ورداً على سؤال، يوضح مشنتف أنه يسعى لعرض أعماله في لبنان وهي قابلة للبيع لمن يرغب. والتواصل معه ممكن على الإيميل التالي: 

bassamshafeek@gmail.com

في لقاء مع “جبلنا ماغازين”، يوضح مشنتف أن تواجده في معمل والده قرّبه أكثر من الرخام والحجارة وهو الذي كان صنع أول تمثال عندما كان في عمر 13 سنة وقدمه هدية لوالدته بعدما أتى بالحجر من إحدى أراضي البلدة.

“أنا هاوٍ”، يقول مشنتف، “وسابقى أعتبر نفسي هاوياً. فما أنفذه من أعمال فنية لا أقوم به من أجل المال بل للفرح الكبير الذي يغمرني عندما أرى نتيجة كل شكل أنفذه”.

ويشير إلى أنه زار في العام 1997 برفقة أحد أقربائه النحات اللبناني المبدع ألفرد بصبوص في راشانا وأطلعه على بعض منحوناته، فذهل بها وتوقع له مستقبلاً زاهراً. ومنذ ذلك الحين أيقن مشنتف أنه يمتلك بالفعل موهبة كبيرة.

المصدر: “جبلنا ماغازين”

ب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »