أكبر كتاب في العالم
ثقافة وفنكتاب وآراء

كلاريا الدويهي معوّض: “الموت يغيّب الزميل الاستاذ طنوس فرنجية! استقرار زغرتا من مسلمات عمله الاعلامي!”

كتبت كلاريا الدويهي معوّض
الموت يغيّب الزميل الاستاذ طنوس فرنجية !
استقرار زغرتا من مسلمات عمله الاعلامي !
غيّب الموت الزميل الاستاذ طنوس سايد فرنجية الذي شغِل منصب مدير جريدة الديار في زغرتا لسنوات عديدة وكان من بين فريق المؤسسين الذي واكب انطلاقة جريدة شكّلت علامة في عالم الاعلام المقروء (إن كنت معها أو ضدها) لقد نجحت “الديار” في أن تحتل موقعاً في عالم الاعلام الورقي يحسب له.
كتب عن غيابه صاحب جريدة الديار الاستاذ شارل أيوب:”
المرحوم الزميل طنوس سايد فرنجيه هو اول المناضلين في تأسيس جريدة «الديار». وهب كل وجدانه وضميره وعقله لكتابة المقالات في الجريدة، حيث اسهمت مقالاته في نجاح «الديار» والتواصل مع القراء بشكل موضوعي وعقلاني ووطني كبير.”
أما انا فأرغب في هذه السطور القليلة أن أضيء على تجربتي مع الاستاذ طنوس لأننا دخلنا سوية الى هذه الصحيفة وعملنا معاً فترة لا تقل عن الأربع سنوات انتقلت بعدها الى جريدة أخرى هي “الانوار”وتجربة أخرى.
لم يتمكن الاستاذ طنوس من لعب دور “المدير المتسلط” مع الاعلاميين الذين تعامل معهم في زغرتا ، اذ غلبت عاطفة الأبوّة على سلوكه .
كان محترماً ومؤدباً، ودوداً، فاتحاً أبواب منزله للتواصل والمتابعة.
والغريب أنه لم يكن يتدخل بعملنا (أتكلم هنا من خلال تجربة شخصية معه)، فقد كنت أتمتع بهامش من الحرّية في تغطية الأخبار والمناسبات على اختلافها سياسية وثقافية واجتماعية.
لكنه كان يردّد دائماً رغم التزامه السياسي الواضح “مصلحة زغرتا فوق كل اعتبار ولسنا نحن من يساهم في زعزعة الأوضاع او توتير الاجواء وهذه من المسلّمات، ومهمتنا يجب أن تحترم هذه الثابتة.”
فهمت بسرعة نهج وسلوك أستاذ طنوس، ربما لأنني أشبهه في جزء منها.
فنحن لدينا خياراتنا المختلفة لكننا نحترم الآخر ونتقبل الحوار .
والأهم كانت مصلحة زغرتا واستقرارها السياسي والأمني من أبرز أولوياتنا.
كنا نذهب لنحاور البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير وسياسيين في زغرتا وعكار مع وفود اعلامية آتيه من مركزية الجريدة فكان قصير اللسان، مستمعاً أكثر منه متدخّلاً ، لا يبدي رأياً نافراً أو مزعجاً ويطرح أسئلة محورية .
وعند ختام هذه الحوارات كان يتوجه اليّ قائلاً:” التفريغ سيقع على عاتقك يا بنتي وكلَي ثقة بأنك “قدّها” والأهم أن لا تهملي أي فكرة، فنحن لسنا في وارد ذلك ولنترك هذه “المهمة_ المسؤولية” الى مركزية الجريدة لترتأي ما هو مناسب .”
استضافنا استاذ طنوس الى مائدته مرات عدَة لغاية أن نكون “عائلة وليس فريق عمل” مع احترامه لخصوصية خياراتنا، فكانت زوجته الراحلة هند ذو الوجه الجميل الباسم وعائلته مضيافين ومحبين.
سنوات مرّت لم التق بهِ .
ظروف الحياة ومشاغلنا الخاصة أبعدتنا لكنه بقي في البال الإنسان الخلوق، الأنيق الشكل والمضمون والمحترم.
رحمه الله وتعازيّ الحارة لعائلته🙏🏻.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »