
من “عبرا” في جنوب لبنان إلى أستراليا: سيدة لبنانية تنقل عادات عيد القيامة المجيد
تختلف عادات وتقاليد الشعوب احتفالا بعيد القيامة المجيد وتتنوع هذه العادات والتقاليد في أستراليا التي تضم جاليات من مختلف أنحاء العالم.
يحل يوم الجمعة العظيمة هذا العام ويتوجه المؤمنون إلى إقامة الصلوات في الكنائس وباحاتها وتجتمع العائلات مع بعضها البعض في أجواء عائلية تبقي على العادات والتقاليد الجميلة وتضيف إليها من تقاليد المكان.
ويبدأ المسيحيون بالتحضير للاحتفال بقيامة السيد المسيح في عيد القيامة المجيد يوم الأحد.
وما أجمل أن يكون التواصل الإنساني والاجتماعي مستمرا من خلال هذه المناسبات، بعيدا عن القيود الصارمة التي فرضتها جائحة كورونا في العامين الماضيين.
في هذا اللقاء مع SBS Arabic24 تتحدث السيدة ليلى خطار التي تعمل مدرسة للغة العربية في ملبورن عن العادات والتقاليد المسيحية في هذا الأسبوع، وهي المتحدرة من قرية “عبرا” شرقي مدينة صيدا في الجنوب اللبناني.
وتقول ليلى خطار إنها قدمت إلى أستراليا منذ 35 عاما، لكن هذا لم ينسِها لبنان أو التقاليد التي نشأت عليها.
“نتمسك بالتقاليد التي أحضرناها معنا من لبنان وما زلنا نحافظ عليها منذ مجيئنا”.
وتصف ليلى خطار التحضيرات للاحتفال بعيد القيامة المجيد والذي تسبقه طقوس دينية ابتداء من يوم الخميس لغاية يوم الأحد.
“اعتدنا أن نبدأ من الخميس مساء عندما يبدأ ضرب الصليب في خميس الأسرار وصلب المسيح حيث نذهب إلى الكنيسة ونشارك بالصلوات، ثم ننام ونصحو صباح يوم الجمعة، وهو الجمعة العظيمة، وهو نهار يجمع بين الحزن والفرح”.
“لا بد لي أن أستمع إلى تراتيل السيدة فيروز التي تذكرنا بيوم الجمعة العظيمة في ضيعتنا، ثم نبدأ التحضيرات لكي نتغدى سوية كعائلة”.
“الغداء يختلف بين ضيعة لبنانية وأخرى، أنا من ضيعة عبرا شرقي صيدا ومن عادتنا أن نأكل الأسماك، وهذه أصبحت ميزة لهذا النهار، على عكس بعض المناطق الأخرى التي يميز أطباقها أطباق مثل “كبة الراهب” مثلا”.
وبعد الغداء، تقول السيدة ليلى خطار يتوجه الناس إلى الكنيسة للمشاركة في “الهجمة” حيث يفتح الباب ويدخل الناس بين الأضواء، وهم يرددون “قام من بين الأموات”.
وتشير إلى أن بعض الناس لا يتناولون الغداء قبل الذهاب للكنيسة، ولهذا بدأت عادات جديدة بالظهور في أستراليا مثل تقديم سندويشات الفلافل للمصلين بعد انتهاء الصلاة.
وتقول السيدة خطار إنها تفتقد لعادات الضيعة في هذا العيد لكن وجود عائلات لبنانية كثيرة في أستراليا يعوض عن افتقاد الجو العائلي والاجتماعي في الضيعة اللبنانية إلى حد ما، كما وأن وسائل التواصل الاجتماعي تمكنها من مشاهدة الاحتفالات التي تقام في قريتها والتي تبث مباشرة عبر الانترنت.
وتشير السيدة خطار إلى أنها وكمدرسة للغة العربية تتحدث مع طلابها عن هذه العادات الدينية الاجتماعية لا سيما أن بعض الطلاب يصومون خلال شهر رمضان، فتتحدث معهم عن القواسم المشتركة فيما يتعلق بالصوم والمعاني الروحية له.
ومن العادات التي كانت تقام في “الضيعة” وتستذكرها السيدة ليلى خطار بكثير من الحنين، وتحاول محاكاتها في أستراليا، هي الزيارات المنزلية لتقديم التهاني بالعيد.
“استطعنا أن نحضر بعض العادات بشكل معين لكن ليس بالتحديد. ففي لبنان كانوا يقيمون الهجمة صباحا، وكان اللبنانيون يزورون بعضهم بعضا في البيوت لتقديم التهاني، لكن بعد ذلك لم يعد ممكنا زيارة كل المنازل، فاصبحت كل عائلة تضع طاولة الباحة الأمامية للمنزل، عليها أقراص المعمول والشوكولا والملبّس ومشروبات كحولية، ويمر خوري الرعية ومعه كثير من الناس، ينتقلون من بيت لبيت، لا يمكثون طويلا، يتناولون الضيافة، وهذا يعني تبادل تهاني ومعايدات العيد بين الجميع، حتى لو لم تطل الزيارة”.
وتضيف: “وهذا ما افتقدته كثيرا في أستراليا، مع أنني أفعل الشيء نفسه هنا ويأتي أفراد العائلة للزيارة وتناول طعام العيد”.