
للرماد الطيني عظام من رُخام بارد…
دمع يجرح دمعاً والطيور تحت جسدي كريستال مكسور…
للرماد الطيني أزهار مريضة تكبر على لحن الكمنجنة…
وللكمنجة نشيد غزلي حزين يشبه وجه الفجر الأرجواني…
ظلمة في النهر المتجعد من دموع الريح…
ظلمة في البحر المتفسخ من ضحكات الأسماك الميتة…
ظلمة في ينابيع النور الجارية من أول السماء حتى حدود عيني…
وظلمة في مرايا البنفسج العابرة كظلِّ فراشة على شعلة نار…
صوتٌ يجرح صوتاً…
صمتٌ يجرح صمتاً…
سرّ ٌ يجرح سرّاً…
فمٌ يجرح فماً…
وجسدٌ يجرح جسداً…
للرماد الطيني إيقاع من الدم ينام على عشب نحيل…
وللعشب أنفاس عليلة من غياب طائر القطرس عنها…
رغبةٌ تجرح رغبةً…
نشوةٌ تجرح نشوةً…
رهبةٌ تجرح رهبةً…
وفوضى تجرح فوضى…
للطين جلد من رماد ثلجي مليء بالدخان الأسود…
الدُخان الأسود يصعد نحو الشجر الوحيد خلف المدن…
والحياة بحالة شرود قديم عن يد الإنسان وكآبة شفتيه…
غيم يجرح سماء…
سماء تجرح قمراً…
قمرٌ يجرح نجمة…
نجمة تجرح قصيدة…
وقصيدة تجرح الزمن وأعصاب قلبي تتربص لمجيء غريب يُسمى بالوطن…