
نمر تلج: “الحاج نجيب زهر دوحة اغترابية باسقة وقامة وطنية شامخة”
نمر تلج رئيس سابق للمجلس الوطني في بنين، (رئيس الجالية اللبنانية) / ناب رئيس سابق / أمين عام سابق / للمجلس القاري الأفريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.

نمر تلج يعدد مآثر الراحل الكبير عميد الاغتراب اللبناني الحاج نجيب زهر (أبو ياسين) الرئيس الفخري للمجلس القاري الأفريقي ورئيس الجالية اللبنانية في دولة ساحل العاج. يقول:
فقدنا في الإغتراب اللبناني عامةً والإغتراب الأفريقي خاصةً عميد ذاك الإغتراب الحاج ابو ياسين – نجيب زهر، وحتى لا أطيل وإفساحاً في المجال لغيري ممن يريدون تعداد مآثر الراحل الكبير على كثرتها، أروي بعض المواقف والتي كنت شاهداً عليها والتي تبين مدى وطنية الراحل الكبير وإندفاعه في خدمة لبنان المغترب والمقيم على حد سواء، منذ انتمائي الى الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم اواسط التسعينات ومنذ بداية هجرتي وانا أسمع بإسم الحاج نجيب زهر رجل العطاء والكرم حامل هم لبنان في الإغتراب وهم الإغتراب في لبنان.
بتاريخ 25-12-2003 تعرضت الجالية اللبنانية في بنين لأكبر فاجعة في تاريخ الإغتراب اللبناني عندما تحطمت على شاطيء كوتونو طائرة الموت مخلفةً ضحايا قدّر عددهم بمئة وأربعون من بينهم حوالي مئة لبناني وهب لبنان الرسمي ولبنان المغترب لمساعدتنا آنذاك كنت نائب رئيس الجالية اللبنانية وفي المقدمة رئيس المجلس القاري الأفريقي الحاج نجيب زهر الذي تعامل معي بأبوة وانا الجديد في تحمل المسؤولية وكان لي خير مثال وقدوة،
في العام 2008 كلفني بمهمة منسق عام المجلس القاري الأفريقي، توجهت بعدها انا وإياه الى بلد افريقي من أجل إحياء نشاطات فرع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم كانت مجمدة، يومها علمني درساً مهماً إن مشروع الإغتراب اللبناني خارج لبنان هو مشروع الدولة اللبنانية التي تمثل الشرعية الوطنية وليس مشروع دويلات الأحزاب المختلفة ولا اقطاعيات الطوائف والمذاهب…
في زيارتنا لأحد المسؤولين الكبار “ااذا لم تخني الذاكرة” وزير فاجأنا ذلك المسؤول بأنه يعرف ابو ياسين واحتفى به بحرارة ، وعندما لاحظ دهشتنا لأن ابو ياسين لا يعرفه بادرنا بقوله: جاج نجيب كان والدي لاجئاً في دولة افريقية كنت تقيم فيها مشاريعك المتعددة وانا كنت يافعا وتعلمت في مدرسة انت بنيتها وقدمتها لأهل البلد لذلك فانا مدين لك.
من دون ضجيج وبعيداً عن الثرثرة والصياح كان الراحل الكبير يقوم بعمله في خدمة اهل الدول المضيفة للإغتراب اللبناني في أفريقيا مما يرفع اسم لبنان عالياً ويعزز دور اللبنانيين المقيمين في تلك الدول وظل كذلك حتى أخر رمق من حياته.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته