أكبر كتاب في العالم
ثقافة وفنكتاب وآراءمبدعون

17 شباط ذكرى رحيل سلوى نصار … أول لبنانية حازت على دكتوراه في الفيزياء النووية

في 17 شباط (فبراير)، تحل ذكرى 55 عاماً على رحيل الدكتورة سلوى نصار، أول عالمة لبنانية حائزة على دكتوراه في الفيزياء النووية والذرة الكونية ومؤسِسة المركز الوطني للبحوث العلمية.

خصت الدكتورة نجلا عقراوي في كتاب عن “سلوى نصار كما عرفتها” الصادر عن معهد الدراسات النسائية في العالم العربي في الجامعة اللبنانية – الأميركية، عارضة بيبلوغرافيا لنصار بدأت فيه بتذكير القارئ بيومها الأول في كلية “جونيور كوليدج” في العام 1931، والتي أصبحت تعرف بـ”كلية بيروت للبنات”، حيث التقت بزميلتها الطالبة سلوى نصار”.

كشفت الكاتبة تدريجياً عن مسار “حياة امرأة استثنائية، من خلال توثيق معلومات عن هذا الاسم العلَم من خلال متابعتها لكتب ورسائل ووثائق ومقابلات وأشخاص عرفوا الدكتورة نصار، إضافة الى اعتمادها على ذكرياتها الشخصية”.
بداية، أكدت عقراوي أن “سلوى نصار، التي انحدرت من عائلة فقيرة في بلدة ضهور الشوير في قضاء المتن، تميّزت بتفوقها في علم الرياضيات، وهذا بدا واضحاً منذ طفولتها المبكرة”، مشيرة الى أن “هذا ما ساعدها على نيل منحة للإلتحاق بالجامعة الأميركية في بيروت، حيث كانت أول امرأة تلتحق بقسم الرياضيات فيها”.

ولفتت الى “أنها ساعدت خلال دراستها الأعمال في مختبر الكيمياء في جونيور كوليدج وأعطت دروساً خصوصية”، موضحة أنه “بعد تخرجها، قامت بتدريس الرياضيات، أولاً في فلسطين ثم في العراق…”.

تحقيق الحلم
وشددت على “أن حلمها كان يصب بضرورة ادخار ما يكفي من المال لتمكينها من متابعة الدراسات العليا في الولايات المتحدة والتخصص في الفيزياء النووية”، مشيرة الى أهمية نيلها “منحة دراسية لتحصيل ماجستير في الفيزياء من كلية سميث في الولايات المتحدة الأميركية في عام 1939، ثم انتقلت في عام 1940 إلى جامعة كاليفورنيا في بيركلي سعياً وراء فرصة عمل أولاً، وثانياً لإعداد أطروحة الدكتوراه مع مجموعة فيزيائيين عالميين أمثال مدرّس الفيزياء النظرية روبرت أوبنهايمر والكيميائي الأميركي أدوين ماكميلان وغيرهما”.

وأشارت الى أن “اندلاع الحرب العالمية الثانية أدى إلى حرمانها من المواد اللازمة لإجراء تجاربها المخبرية، ما أجبرها على العودة الى تدريس الفيزياء في كل من كلية سميث وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، مع اهتمامها الشديد بمواصلة دراستها لنيل شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية في عام 1945”.

وأوضحت أن “سلوى نصار أصبحت بعد نيلها الدكتوراه أول امرأة عربية متخصصة بالفيزياء النووية وثامن امرأة تتخرج في جامعة كاليفورنيا في بيركلي بدرجة الدكتوراه في الفيزياء”، مشيرة الى أنها “أصبحت في غضون ذلك عضواً في العديد من الجمعيات العلمية، ونشرت العديد من الأوراق البحثية في الفيزياء النووية في مجلات علمية مرموقة، وجمعت نتائج بحوثها في إصدار جامعي عن الفيزياء الحديثة”.

ماذا بعد؟ كلام كثير عن سلوى نصار، التي تلقت العديد من العروض لشغل منصب تدريسي في الفيزياء في أفضل الجامعات الأميركية، لكنها رفضتها كلها للعودة إلى لبنان في العام 1945، وفقاً لعقراوي التي أوضحت في كتابها “أنها عادت الى وطنها الأم حيث كان البحث العلمي فيه غير معروف تقريباً أو حتى في بداية انتشاره في بيئات محدودة جداً…”.

وضعت نصار إستراتيجيا لعملها، وفقاً لعقراوي، “من خلال عودتها للتدريس في جونيور كوليدج حيث أدخلت في المنهاج عدداً من دورات الفيزياء في المناهج الدراسية”.
وتوقفت عند زيارتها بين عامي 1949 و1950 جامعة ميشيغن -آن أربر البحثية الرائدة، تلبية لطلب تجهيز غرفة في قسم الفيزياء في حرم الجامعة”، مشيرة الى أن “حب العودة الى وطنها الأم كان شغلها الشاغل”.

وقالت عقراوي: “عادت سلوى نصار الى لبنان لتدرّس مادة الفيزياء في الجامعة الأميركية في بيروت، قبل أن تتولى رئاسة قسم الفيزياء فيها حتى العام 1965. كرّست كل وقتها وجهدها للتطوير الأكاديمي للقسم والحصول على بعض المعدات المخبرية المتطورة”.أكملت سردها لتشير إلى أنها لم تتمكن من “التفرغ كلياً في التدريس الجامعي، بل تابعت في الفترة نفسها بحثها العلمي في الخارج ملقية المحاضرات والكتابة، والمشاركة في المؤتمرات الدولية”.

أثنت على “جهودها في تأسيس المجلس الوطني للبحوث العلمية، الذي استمر عشر سنوات قبل أن يُبصر النور في العام 1963″، مشيرة الى أن “هذه المرأة “فوق العادة” نالت ميداليات عدة، وظهر اسمها في إصدار العام 1960 من “Who’s Who in Atoms”.

وختمت “أن شغف سلوى نصار لجونيور كوليدج دفعها الى التخلي عن بحثها العلمي مرة أخرى لتتسلم في العام 1965 رئاسة كلية بيروت للبنات (جونيور كوليدج سابقاً)، وهو منصب لم تستطع، للأسف توليه لفترة طويلة لأنها أصيبت بسرطان الدم، وتوفيت بسبب هذا المرض في 17 شباط (فبراير) 1967، عن عمر يناهز أربعة وخمسين عاماً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »